المسيرة الصحيحة مع الله 3-6 | كلمات الحق والحياة

المسيرة الصحيحة مع الله 3-6

القراءة اليومية

الأسبوع 3 كلمة الحياة وصلاة-قراءة الكلمة

الأسبوع- 3 اليوم- 6

قراءة الكتاب المقدس

أفسس 18:5 بَلِ ٱمْتَلِئُوا بِٱلرُّوحِ

25-26 أَحَبَّ ٱلْمَسِيحُ أَيْضًا ٱلْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لِأَجْلِهَا، لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ ٱلْمَاءِ بِٱلْكَلِمَةِ،

الغسل الباطني للماء في الكلمة

منجزاً عمل التحوّل

في[أفسس] 18:5 يوصينا بولس أن «بَلِ ٱمْتَلِئُوا بِٱلرُّوحِ»، وبلا شك بروح الله. ولكن كيف لروح الله أن يدخل إلى روحنا؟ الجواب هو أن الروح يدخل إلى روحنا من خلال الكلمة. فعندما يكون روحنا ممتلئاً بالكلمة، فالكلمة، بدخولها فينا، تصير روحاً. ومثبتٌ من 22:5 التي تتكلم عن ” ِغَسْلِ ٱلْمَاءِ بِٱلْكَلِمَةِ.” فإذا كانت الكلمة لاتدخل فينا، فكيف يمكنها أن تغسلنا من الداخل؟ فالغسل في 26:5 ليس غسلاً خارجياً، بل غسلاً داخلياً، غسلاً يزيل الدّنس والغضن، كذلك منجزاً عمل التحوّل… وحقيقة أننا غُسلنا بالماء في الكلمة يثبت أن الكلمة يمكن أن تدخل فينا.

ووفقاً للفكر الإلهي، فإن الماء هنا يرمز إلى حياة الله المتدفقة مرموزٌ إليها بالماء المتدفق في (خروج 6:17؛ كورنثوس الأولى 4:10؛ يوحنا 38:7-39؛ رؤيا 6:21؛ 1:22، 17). فغسل هذا الماء يختلف عن غسل دم المسيح الفادي. فالدم الفادي يغسلنا من خطايانا(يوحنا الأولى 7:1؛ رؤيا 14:7)، بينما يغسلنا ماء الحياة من عيوب الحياة الآدمية لإنساننا العتيق، كأشياء مثل ” دَنَسَ فِيهَا وَلَا غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذَلِكَ” (عدد 27). ففي تقديسه للكنيسة، يقوم الرب أولاً بغسلنا بدمه من خطايانا(عبرانيين 12:13) وبعد ذلك يغسلنا من عيوبنا الآدمية بحياته. فنحن الآن تحت هذا النوع من الغسل لكي تكون الكنيسة مقدسة وبدون عيوب.

إذا قرأنا وصلينا قراءةً للكتاب المقدس بصورة قويمة، بل تأملنا بالكلمة، صليناها، وأقمنا فيها، عندها سيمتلئ كياننا الباطن. وبإمكاننا القول أننا ممتلئين بالكلمة، ممتلئين بالروح، ممتلئين بالإيمان. بإمكاننا أيضاً القول بأننا ممتلئين بالمسحة، بالله، أو بالمسيح. وبهذا الإمتلاء الداخلي لدينا القوة كي نحطم قوى الظلام التي في الهواء. ولدينا كذلك الماء الحي متدفقاً فينا لغسل العناصر العتيقة، الدنس والغضن، لكي يجددنا. عندما نكون ممتلئين بهذه الصورة، لدينا إحساس بأن المسيح متمركزٌ في كياننا، جاعلاً من خبايانا الباطنية غرفاً لمكان إقامته. كذلك، عندما نستمتع بهكذا إمتلاء، نحب كل المؤمنيين، بغض النظر عن قومياتهم.علاوة على ذلك، فعيون أذهاننا مستنيرة، ورؤيتنا تصير واضحة.

آه، ليس هناك شئ أكثر إنعاشاً وغسلاً من أن نكون مغتسلين باطنياً بالماء في الكلمة! عندما نكون ممتلئين بالكلمة ومغسولين بها، يكون كامل كياننا متجدداً وشفافاً، ولدينا استذواق لأورشليم الجديدة.

إذا كنا سنمارس صلاة-قراءة الكلمة فصلاً فصلاً وكناباً كتابا، أسبوعاً بعد أسبوع، وشهراً فشهر، وسنة تلو الأخرى, عندها سنستنير تدريجياً, وستنبثق منّا كلُ أشياء المسيح. وسيصبح كل غنى المسيح هو استمتاعنا….و بذلك يكون كل غنى المسيح قُدِمَّ لنا وحلَّ فينا….وهذه العناصر السماوية والمكونات الروحية ستحدث فينا ليس مجرد تغييراً خارجياً فحسب بل تحولاً أيضياً، تحولاً على مستوى الحياة. فجميع هذه العناصر سوف تستبدل وتطرح الأشياء العتيقة. هذا تحول أيضي، يحولنا إلى حالة جديدة.

صلاة القراءة هي شئ رائع، ولكن علينا أنفسنا أن نصلّي، “يارب، شق طريقاً فيّ. يارب، اجري في كياني بحرية.” فصلاة-قراءة الكلمة لا تساعدنا في امتلاك معرفة أكثر؛ بل بالأحرى، تضيف الكثير من أمور المسيح إلى كياننا. لهذا، علينا إتاحة الحرية لأشياء المسيح كي تتحرك فينا. وهذا يضمن لنا أحسن هضم روحي، والتمثيل لما قد صليناه قراءةً. لاتقل لا للرب أبداً؛ تعلم دائماً أن تقول آمين.

Article written by

اترك ردا

%d مدونون معجبون بهذه: